تحدي الطفل والديه لماذا يحدث وماذا نفعل حيال ذلك؟

لماذا يتحدى الاطفال الصغار في مرحلة الروضة والديهم , وماذا يمكننا ان نفعل حيال ذلك؟

طفلك ذو الخمس سنوات قد يكون تجاوز مرحلة الغضب (معظم الوقت على الاقل), ولكنه ليس مطيعاً لما تطلبه منه , مثلاً يرفض ان يأتي لتناول العشاء عند استدعاءك له , يتجاهل طلباتك لالتقاط جواربه عن الارض , يلعب الكرة في البيت على الرغم من التعليمات التي تُحضر اللعب بالكرة داخل المنزل.
اذًا ماذا يحدث هنا؟ هل اخطأنا في مكان ما او سهونا عن شيء ما؟

تحدي الطفل والديه  لماذا يحدث وماذا نفعل حيال ذلك؟

تحدي الطفل والديه لماذا يحدث وماذا نفعل حيال ذلك؟

من الطبيعي لاطفال مرحلة الروضة ان يختبروا توجيهات الكبار وتوقعاتهم في هذا العمر, ” التحدي هو ايجاد وسيلة لاثبات نفسك” كما يقول ايزر سوزان استاذ علم النفس في جامعة جورج مادبسون بولاية فرجينيا.
ان طفلك المتمرد قد يرى انه من غير المناسب ان تطلب منه عمل شيء يكرهه ,لانه سوف يتظاهر بانه لم يسمعك او ممكن ان يستجيب لطلبك لكن ببطء – “هل تعني ان التقط هذه الجوارب اليوم؟”-.

ماذا يمكنك ان تفعل ازاء هذا التحدي؟
كن متفهماً.
مثلاً عندما تقول لطفلك ان يأتي لتناول طعام الغذاء وكان هو بدوره يصرخ رافضاً المجىْ ويقول”ليس الان” ,ثم رأيته استشاط غضباً لانه بطريقة ما اجبرته على القدوم لتناول طعام الغذاء,حاول ان تنزل الى مستوى تفكير الطفل قم بمعانقته واخبره انك تعرف انه من الصعب ان تترك اصدقاءك لكن الغذاء جاهز ويجب تناول الطعام .
والفكره هنا ان تبين له انه بدلاً من ان تكون جزءاً من المشكلة , بل انك الى جانبه هو.وحاول ان لاتبدو غاضباً منه , كن لطيفاً وحازماً في نفس الوقت بجعل طفلك يطيع اوامرك حينما يجب.

تعيين ووضع حدود للطفل
الاطفال في مرحلة الروضة في حاجة لوضع حدود لهم,لذلك حدد لطفلك وتأكد من ان طفلك يعرف ما يجب عليه ان يقوم به.مثال”نحن لانأكل في غرفة المعيشة ” او “يجب ان تأتي عندما اناديك من المرة الاولى”.
اذا كان طفلك لديه مشكلة في الالتزام بالقواعد -كما هو الحال عند كل الاطفال في عمر الخامسة- يجب العمل على ايجاد الحلول , مثلاً اذا كان طفلك يتسلل الى المطبخ للحصول على طعام خفيف قبل العشاء لانه يعرف انك ستغضب اذا رأيته يفعل ذلك , لاضير في ان تبين له ان لابأس في تناول الطعام الخفيف الصحي مثل الفاكهة او الجُبن.
او ربما قد تواجه صعوبة في اقناع الطفل لارتداء ملابسة كل صباح للذهاب الى المدرسة ويتحجج بأنه مريض او انه لايحب معلمته الجديدة او ان هناك زميل له يضايقة في الصف, يجب ان يعرف الطفل ويشعر انك ستعمل معه على حل هذه المشكلة التي تواجهة , هذا من شأنه ان يجعل الطفل يخفف من حدة موقفة وتوتره.

تعزيز السلوك الجيد
اذا كنت تميل بشدة الى توبيخ طفلك لفظياً عندما يتحداك , فيجب عليك مسك لسانك.
لان الطفل عندما يتصرف بشكل سيء ,فذلك اصلاً لانه مستاء .تقول جين نلسن مؤلفة لسلسلة من كتب الانضباط الايجابي “اننا لدينا فكرة انه من اجل جعل الاطفال يتصرفون بشكل جيد علينا في البداية توبيخهم ويشعرون بأنهم سيئين ,في الحقيقة ان القيام بهذا التصرف سوف ينتج عنه المزيد من السلوك السيء من قِبل الطفل”.
في المقابل حاول ان تلاحظ السلوكات الايجابية عند طفلك وتعزيزها وشجعه على الاستمرار ,وتذكر ان تربية الطفل في هذه المرحلة لاتعني التحكم به بل تعليم الطفل كيفية التحكم والسيطرة على نفسه.
ان معاقبة الطفل قد تجعله يتصرف جيداً , لكن هذا التصرف الجيد الذي بدر منه فقط لانه خائف منك وليس شيء اخر, لكن من الافضل لطفلك ذو الخمس سنوات ان يفعل الشيء الصحيح لانه يريد ان يفعله ليس لانه خائف منك , هذا سيجعل يومه ممتعاً اكثر وتجعله يشعر بشكل جيد.
دع طفلك يعرف انه عندما يخرق القواعد ,سيكون هناك عقاب ,كن محدداً ومنطقياً اكثر من شخص يريد ان يُعاقب فقط مثلاً”اذا لعبت بالكرة داخل المنزل ,سنقوم بوضعها في الكراج”.

استعمال وقت المهلة بشكل ايجابي
عندما يخفق الطفل في شيء ما قد طُلب من القيام به , هدء من روعه افضل من معاقبته بوقت المهلة مثل ” اذهب الى غرفتك” , شجعة على الذهاب على اريكة مريحة او الجلوس في اي زاوية مريحة بالنسبة له في غرفته.
من الممكن ان طفلك يكون قد خصص لنفسة مكان مريح للجلوس فيه مع وجود قصص مفضلة فيه , اذا رفض الذهاب قم انت لتذهب معه لقراءة قصة له او للحديث.
اذا بقي مصراً على عدم الذهاب , اذهب بنفسك حتى تكون قدوة حسنة له ,ولاخذ فترة راحة انت بحاجة لها , وهذا من شأنه ان يجعل كلاكما تشعران بالهدوء , و سيكون هذا هو الوقت المناسب للحديث عن السلوك المناسب.

منح السلطة والاستقلالية للطفل
حاول ان تدعم الفرص لطفلك ذو الخمس سنوات حتى يتمكن من تعزيز استقلاليته.بدلاً من مطالبته بالقيام بواجباتة المدرسية بعد المدرسة كل يوم, اعطه الخيار في فعل ذلك بعد المدرسة مباشرة او بعد الانتهاء من تناول العشاء اذا جدوله المدرسي يسمح بذلك. مثال اخر اسأله اذا كان يفضل البازلاء او الفاصوليا الخضراء على العشاء , او هل يفضل استئجار فلم ام لعبة كمبيوتر لعطلة نهاية الاسبوع.
طريقة اخرى لمساعدة الطفل على اتخاذ قراراته بنفسه باخباره بما عليه ان يفعله بدلاً بما لايمكنه القيام به مثلاً بدلاً من القول ” لاتلعب بالكرة في المنزل ” نقول “لماذا لاتذهب للخارج وتلعب بالكرة”
ان طفلك اصبح في عمر يستطيع ان يفهم التفسيرات الان , لذلك اخبره لماذا لايستطيع لعب الكرة داخل المنزل او لماذا يجب ان نأكل وجبات مغذية بدلاً من الوجبات السريعة.

اختيار الطريقة المناسبة لك للتعامل مع الطفل
مثلا اذا اختار طفلك ملابس غير متناسقة لارتدائها للمدرسة مالضرر في ذلك او مثلاً اذا اراد تناول الفطائر عند الغذاء او زبدة الفول السوداني عند الفطور مالضرر في ذلك ايضاً او مثلاً قام بوضع لعبتة تحت فراشه بدلاً من وضعها على الرف المخصص لها.

الحل الوسط
تجنب المواقف التي قد تثير طفلك وتجعله يتحداها. مثلاً اذا حصل طفلك على لعبة جديدة وكان يرفض مشاركة احد للعب بها فيجب وضعها جانباً قبل ان يأتي ابناء عمومته للعب معه, تجنباً للمشاكل.
اذا وجدت نفسك في وضع صعب في محاولة ان تجعل طفلك يتقبل الحل الوسط فيمكن اتباع اسلوب اخر مثل” لايمكنك مطاردة قطة العمة سارة لكن يمكنك ان تملاْ صحن القط بالطعام” انها ليست طريقة مضمونة 100% لكن الامر يستحق المحاولة.

احترام عمر الطفل والمرحلة التي هو فيها
عندما تطلب من طفلك ان يقوم بتريب سريره او ترتيب العابه . تأكد من انه يعرف كيفية القيام بذلك, واعطاءة الوقت لتعلم مهامه الجديدة , والقيام بها معاً حتى يستطيع القيام بها لوحده فيما بعد,احياناً ما يمكن ان تراه على انه تحدي ورفض من قِبل الطفل لايكون الا عدم القدرة على فهم التعليمات التي قد طلبت منه اتباعها.

اخيراً,احترام العالم المميز الذي يعيش فيه طفلك ذو الخمس سنوات.
بدلاً من التوقع من ان طفلك سيقفز فرحاً ويرمي لعبته التي يلعب بها من اجل القدوم الى الطاولة لتناول الطعام , اعطه وقت ليخرج من جو اللعب الى جو اخر وهو القدوم لتناول الطعام مثلاً قل له “سوف نقوم بتناول الطعام بعد خمس دقائق, لذلك يجب ان تحاول الانتهاء من اللعب والجلوس الى الطاولة”
من المرجح ان طفلك لن يكون سعيداً بترك العابه المفضلة والذهاب الى الطاولة لتناول الطعام قد يتذمر باستمرار, لكن مهما طال الوقت مع تحليك بالصبر والحزم فأن طفلك سيتعلم في النهاية ان التحدي ليس الطريقة للحصول على مايريده.

اترك تعليقاً