ان ضرب الاطفال وسؤ المعاملة قد تؤدي الى اعاقة الهايبوكامبوس, وهي منطقة حيوية للذاكرة في الدماغ. هذا الاستنتاج تم التوصل اليه من خلال دراسة اجريت على 193 من البالغين الاصحاء ظاهرياً لعمر من 18 الى 25سنة .
ان وهن وضعف الهايبوكامبي يمكن ان يساعد في تفسير كيف ان الضغوطات والتوتر في مرحلةالطفولة تزيد من مخاطر الاضطرابات النفسية في سن البلوغ,تتراوح هذه المخاطر بين الاضطرابات النفسية والاكتئاب والفصام ,ومن ثم اضطرابات في الشخصية وادمان المُخدرات وفد تصل الى حد الانتحار.
قام علماء من مستشفى ماكلين في بلمونت باستخدام استبيانات قياسية للكشف عن اي من المتطوعين الذين تعرضوا لسوء المعاملة في طفولتهم, ووجدوا اختلافات في حجم مناطق الهايبوكامبوس من خلال مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي.
ولوحظ ان هناك اختلافات كبيرة عند الاشخاص الذين قالوا انهم تعرضوا لسوء المعاملة سواءً اكانت لفظية او بدنية او جنسية اوللاهمال البدني والعاطفي ,والحرمان,وانفصال الوالدين او خلافات الوالدين,ان هناك ثلاث مناطق فرعية من الهايبوكامبوس بين 5,8 و 6,5 بالمئة اصغر في هؤلاء المتطوعين مقارنة مع الذين ابلغوا انهم لم يتعرضوا لسوء المعاملة في طفولتهم.
هذه النتائج تدعم النظرية القائلة بأن التعرض للضغوط في وقت مبكر عند البشر ,كما هي ايضاً عند الحيوانات يؤثر على نمو وتطور الهايبوكامبل.
كماان الاعتداء على الاطفال اوالفقر يؤدي الى تغير الجينات التي تنشط في تطوير الدماغ من خلال عملية تسمى التخلق المتوالي ,ويمكن لهذه التغيرات ان تؤدي الى امراض مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب.
“سؤ المعاملة في مرحلة الطفولة هي بمثابة ضربة جراحية في الدماغ”
ويقول الدكتور كارمين الذي يدرس اثار الضغط والتوتر على نمو الاطفال في معهد الطب النفسي في لندن “هذا يفسر لماذا هؤلاء الافراد هم في خطر لتطوير مجموعة من الاضطرابات المرتبطة بالتوتر في وقتٍ لاحق في حياتهم لأن لديهم ضعف في القدرة على التعامل مع الضغوطات”
النتائج تشير الى ان مثل هذه المعاملة السيئة يمكن ان تترك ضرراً مُخبأ في عمق الجسم لسنوات عديدة.
وبمجرد اننا ندرك ان سؤ المعاملة للاطفال يجلب اضراراً تبقى خقية داخل الجسم ثم تطفو على السطح بعد سنوات تظهر كمشاكل في الذاكرة فالاحرى بنا ان ننتبة لكيفية التعامل مع الاطفال وحُسن معاملتهم لتجنب هذه المخاطر التي ستنعكس سلباً على الطفل وعلى الاهل.